“دكتور تيجاني شيخ إمبابه”.. من هو الشيخ صلاح الدين التجاني بعد تصدر محركات البحث

خلال الساعات القليلة الماضية، ظهر اسم الشيخ صلاح الدين التجاني في العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار أخبار حول اتهامات موجهة إليه بالتحرش بإحدى الفتيات وفي هذا السياق، أصدرت المشيخة العامة للطرق الصوفية والطريقة التيجانية بيانًا تعلن فيه التبرؤ الكامل منه، مؤكدة أنه لا ينتمي لأي طريقة صوفية معتمدة، وأنه قد تم عزله من الطريقة التيجانية منذ سنوات، ويعد الشيخ صلاح الدين التجاني، المعروف بشيخ إمبابة، واحدًا من الشخصيات المثيرة للجدل في الساحة الصوفية المصرية وعلى الرغم من شهرته وانتشار أفكاره بين بعض الأتباع، فإن المشيخة العامة للطرق الصوفية والطريقة التيجانية ترفض الاعتراف به وتتبرأ منه بشكل رسمي.

في هذا المقال، سنستعرض أهم المعلومات المتاحة حول الشيخ صلاح الدين التجاني المعروف بشيخ إمبابة، وذلك في ضوء التطورات الأخيرة والتحقيقات الجارية.

نبذة عن صلاح الدين التجاني

الشيخ صلاح الدين محمود أبو طالب التيجاني هو واحد من الشخصيات المثيرة للجدل في الساحة الصوفية المصرية وُلد في 12 يونيو 1958 في حي السيدة زينب بالقاهرة، ونشأ في بيئة إسلامية تميل إلى الصوفية، ما دفعه للانخراط في الطرق الصوفية في سن مبكرة يعتبر من أشهر الشخصيات التي اتبعت الطريقة التيجانية في مصر، والتي تُنسب إلى الشيخ أحمد التيجاني، مؤسس الطريقة في القرن الثامن عشر.

رغم شهرته في مصر، فإن الشيخ صلاح الدين التيجاني تعرض لعدة خلافات مع قيادات الطرق الصوفية في عام 2000، تم فصله رسميًا من الطريقة التيجانية بسبب مخالفاته الفكرية والتنظيمية، والتي أثارت انتقادات واسعة من قِبل قادة الطريقة ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام بتدشين طريقة جديدة أطلق عليها اسم “الصلاحية التيجانية الجديدة”، وافتتح زاوية خاصة به في منطقة إمبابة، شمال الجيزة.

إنشاء “الزاوية التيجانية” في إمبابة

في أعقاب فصله من الطريقة التيجانية، قام الشيخ صلاح الدين التجاني بتأسيس ضريح ومقام في منطقة إمبابة، حيث يجتمع أتباعه ومريدوه لممارسة طقوسهم الصوفية أصبحت هذه الزاوية معروفة بين الناس باسم “الزاوية التيجانية”، وانتشرت أفكار التيجاني الجديدة بين بعض الأوساط، خاصةً بين الشخصيات الفنية والمشاهير وقد تمكن التيجاني من جذب عدد لا بأس به من الأتباع والمريدين في مختلف المجالات.

رغم ذلك، لم تحظَ الطريقة التي أنشأها الشيخ صلاح الدين بأي اعتراف رسمي. ففي عام 2017، رفضت المشيخة العامة للطرق الصوفية اعتماد “الصلاحية التيجانية الجديدة”، معتبرة أن ما يقدمه التيجاني يتعارض مع الأعراف الصوفية المتبعة.

تبرؤ المشيخة العامة من الشيخ صلاح الدين التجاني

مع تزايد الجدل حول شخصيته، أصدرت المشيخة العامة للطرق الصوفية والطريقة التيجانية عدة بيانات تؤكد تبرؤها الكامل من الشيخ صلاح الدين التيجاني كان أول هذه البيانات في عام 2017، وتكرر في عام 2019، حيث أوضحت المشيخة أن التيجاني لا يمثل الطريقة التيجانية بأي شكل من الأشكال، وأنه تم فصله بسبب مخالفاته الشرعية والتنظيمية.

وجاء في أحدث بيان للمشيخة، الصادر في سبتمبر 2024، تكرار التبرؤ من الشيخ صلاح الدين التيجاني، خاصة بعد انتشار الأخبار الأخيرة حوله على وسائل التواصل الاجتماعي وأكدت المشيخة في بيانها أن التيجاني يدعي لنفسه مكانة عليا في الطريقة التيجانية، وأنه يروج لأفكار غير مقبولة تخالف التعاليم الصوفية وأصولها الشرعية.

موقف الطريقة التيجانية الرسمية

تعد الطريقة التيجانية واحدة من أبرز الطرق الصوفية في العالم الإسلامي، وتُعنى بالتركيز على تعاليم الإسلام الصوفية النابعة من تعاليم أهل السنة والجماعة وقد أكدت المشيخة العامة للطريقة التيجانية في بيانها الأخير أن الطريقة تقوم على أسس شرعية واضحة، وأنه لا يمكن السماح لأي شخص بالخروج عن هذه القواعد أو الترويج لأفكار تخالف ما جاء به شيخها المؤسس، سيدي أحمد التيجاني.

وأضافت المشيخة أن كل من يخالف هذه التعاليم يعد خارجًا عن الطريقة، وأنه لا يُسمح له بالادعاء بالانتماء إليها وأوضحت المشيخة في بيانها أن الشيخ صلاح الدين التيجاني لم يعد له أي صلة بالطريقة التيجانية منذ فصله في عام 2000، وأنه لا يُمثل سوى نفسه، مؤكدةً أن كل ما يقدمه من أفكار وممارسات لا يعكس تعاليم الطريقة الرسمية.

انتشار الشائعات حول الشيخ صلاح الدين التجاني

رغم أن الشيخ صلاح الدين التجاني يتمتع بقاعدة من الأتباع، إلا أن الكثير من الشائعات تحوم حوله، خاصة فيما يتعلق بمعتقداته وممارساته الدينية وقد زادت هذه الشائعات بعد انتشار الاتهامات الأخيرة بالتحرش، والتي دفعت المشيخة العامة للطرق الصوفية إلى التدخل وإصدار بيان رسمي.

وأكدت المشيخة في بيانها أنها لا تعترف بأي شخص يتلاعب بتعاليم الطريقة أو يحرفها لصالح أغراض شخصية، مشددة على أن الطريقة التجانية تعتمد بشكل كامل على الشريعة الإسلامية، ولا تقبل أي انحرافات أو تجاوزات.